أصحاب مصانع الكتان يطالبون بوحدة مطافئ ومستشفى بشبراملس بالغربية
كتب / محمد على الشهاوى
تعتبر صناعات الكتان ومشتقاته من أهم مصادر الدخل القومى على مستوى الاقتصاد المصرى حيث يعود سنويًا بمليار و300 مليون جنيه مصري، تساهم فيها قرية شبراملس بمركز زفتى، بمحافظة الغربية، بنحو 80% من الإنتاج، حيث تمثل مصدراً مهما لجلب العُملة الصعبة إلا أن هذه الصناعة تواجه العديد من المشكلات التى ينبغى على الدولة التدخل لحلها، لأنها تهدد الأنتاج من بينها عدم توافر وسائل السلامة والأمان ما جعلت أصحاب المصانع بالقرية معرضين لخسائر مادية فادحة .
ويقول محمود أبوحسين، مزارع وصاحب كتان، إن شبراملس القرية الوحيدة التى يعمل جميع سكانها فى مجال زراعة وصناعة الكتان هى إرث عن الأجداد فلا يخلو أى منزل من فرد أو فردين يعملون فيه حتى أصبحت حرفة يشتهروا بها أهالى القرية ما جعل العديد من الصينين يأتون لتعلم المهنة.
وأحتل الكتان فى السنوات الأخيرة المراتب الأولى فى الصناعة والزراعة كبديلا عن القطن، حيث يدخل ألياف الكتان في صناعة الأنسجة والأغطية وأقمشة الخيام، والأكياس القماشية وصناعة الملابس والحقائب أما بذور الكتان فيستخرج منها زيت الكتان والمعروف بتسم الزيت الحار ،كما هو معروف في بعض دول شمال إفريقيا، فهو زيت يستخدم في الطعام ويستخدم في الطبخ والصيدلة والطب، لكونه غذاء صحيًا غنيّا بالدّهون المفيدة والفيتامينات وتقوم بعض الدول الأوروبية بأستخدامه في صناعة العملات الورقية لمتانته وصلابته.
وأضاف، أن مراحل زراعة الكتان تبدأ من فصل البذرة عن العود ثم تعطينه فى مدة تتراوح ما بين ٥ إلى ١٠ أيام حسب نوع المحصول فى معاطن مساحتها تقدر ب١٢×١٢ متر بعمق متر ونصف مصبوبة الأرضية ومغفقة الجدران، ثم يأتى مرحلة التنشيف فى المفارش وتحويله إلى المصانع ليستخرج منه " الألياف ، القُطاع ، الساس المستخدم فى الخشب الحُبيبى " ،ثم تصديرهم إلى مصانع الغزل والكتان والخيوط كما يستخدم القيشة كعلف للمواشى.
وتابع إبراهيم على هيكل، مزارع ، إن زراعة الكتان فى مصر تواجه مشكلات كثيرة ويأتى على رأسها غياب الدفاع المدنى من القرية التى تعتبر قلعة الكتان فى مصر، فمع بداية موسم الحصاد تكثر الحرائق نظراً لأرتفاع درجة الحرارة، وعند حدوثها يلتهم آلاف الأفدنة، فلا يوجد فى القرية سوى سيارة إطفاء واحدة، ومالك أحد المصانع تبرع بقطعة أرض لبناء الوحدتين منذ 7 سنوات ولكن لم توجد فيها الأمكانيات اللازمة ،ويجب على الدولة توفير وحدة دفاع مدنى لسهولة السيطرة على الحرائق وقت أدلاعها، وقبل أمتدادها إلى الأراضى المجاورة، مما يكبدنا العديد من الخسائر، التى تقدر بالآلاف بالأضافة إلى أنخفاض الرقعة الزراعية وأصبحت لا تكفى أحتياجات الأعداد الضخمة من مصانع الكتان فيضطر بعض المزارعين لتأجير أراضى أخرى خارج المحافظة لتوفير ما يلزم .
وقال عبد القادر فودة، مزارع كتان، يأتى ضمن المشكلات استخدام وسائل نقل غير أدمية ومكشوفة منها الجرارات الزراعية وسيارات النقل التى تمثل خطراً داهماً يهدد حياة المارة وقائدى السيارات وتؤدى فى الكثير من الأحيان إلى حوادث مرورية، فضلاً عن وجود نقص حاد فى الأسمدة والمبيدات اللازمة لمحصول الكتان، بالإضافة إلى أرتفاع أسعارها، وأرتفاع أسعار إيجارات الأرضى، مطالباً وزارة الزراعة بضرورة توفير الأسمدة والمبيدات، من أجل زيادة المساحات المنزرعة من الكتان بمصر.
ومن جانبه، أكد علاء عبد الرحمن صاحب مصنع كتان بالقرية، أن الحرائق تمثل الخطر الأكبر على زراعة الكتان فى مصر، وذلك بسبب عدم توافر شروط الأمن الصناعى فى عمليات التشوين، مع أرتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، ويجب على الدولة تقديم الدعم اللازم للمزارعين، وأصحاب المصانع، فى مجال الأمن الصناعى، وذلك لحماية المحصول من خطر الحرائق، التى تلتهم آلاف الأفدنة كل عام، لافتاً أن شركات التأمين تضع شروطاً معقدة، لا تمكنهم من التأمين على المحصول، ضد الكوارث الطبيعية والحرائق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار التقاوى المستوردة، نظراً لضعف إنتاجية البذور المحلية، مما يضطر المزارع إلى استيراد البذور من الخارج، مطالباً بضرورة أزالة العراقيل فى أستخراج تراخيص مصانع الكتان بالقرية وتقنين أوضاعهم ، حتى يستطيعوا تطوير معدات تصنيع الكتان وتوفير وسائل الأمان ونشر شبكات الأنذار المبكر للحرائق مشيراً ، أنه على الدولة العمل على تطوير المصانع عن طريق تركيب تربينات لأمتصاص الغبار الناتج من التصنيع الذى يتسبب فى أصابة العمال بأمراض الصدر فضلاً عن تأمين السيارات الخاصة بالنقل وتركيب كاميرات مراقبة على الطرق مع تسهيلات من أدارة المرور لتجهيز سيارات النقل وصناديق مغلقة .
وأوضح ، أن من أكثر المشاكل التى يواجهها أصحاب المصانع الأزدواجية الضريبية على المصنع والمعطنة، لافتاً إلى شعر الكتان يتم تصديره إلى الصين، يقدر بـ1600 دولار للطن تقريباً، ثم نعيد أستيراده مرة أخرى بحوالى 21000 دولار بعد غزله وتحويله إلى أقمشة، مضيفاً: «ليه مانعملش إحنا مصانع لغزل الكتان عندنا فى مصر ونستفاد منه كله ونشغل شبابنا، وندخل عملة صعبة للبلد، ونرفع الحالة الأقتصادية للدولة»، لافتاً إلى أن الصينيين الذين نستورد منهم منتجات الكتان بعد تصنيعها، كانوا منتشرين فى القرية «شبرا ملس» فى السنوات الأخيرة، حيث أتوا إلى القرية، وأختلطوا بأهلها، وتعلموا منهم فنيات وطرق الزراعة الأمثل للكتان، وطرق التصنيع الأولية، ثم عادوا إلى بلادهم ليطبقوا ما تعلموه، وأدخلوا الماكينات الحديثة وطوروا فى صناعات الكتان وتفوقوا علينا.
وطالبوا مزارعو الكتان وأصحاب المصانع، بانشاء مستشفى متنقل للتدخل السريع فى حالة الحوادث والحريق، نظرا لوجود وحدة صحية واحدة فقط بعيدة عن مناطق التصنيع، بالاضافة إلى نشر الوعى البيئى، وعمل دورات تدريبية لطريقة التعامل مع النفايات بنظام التكييس، فضلاً عن تسليط الضوء من الدولة على الكتان ومشكلاته لكثرة الصناعات التى يدخل فيها، وارتفاع قيمته التصديرية، فهو يدخل فى صناعة بعض المستحضرات الطبية، بالإضافة إلى أستخراج الزيت الحار من بذرة الكتان، والعديد من الصناعات القائمة على ألياف الكتان كالمنسوجات والأقمشة الكتانية، وقلوع المراكب وخراطيم الحريق، وصناعة أوراق البنكنوت، والدوبارة، والبويات والخشب الحبيبى، وصناعة الأعلاف ويعتبر من أهم الصناعات التى لها أصول فرعونية ومصرية قديمة .