أحد أهم آثار الابتلاءات العظيمة والصدمات النفسية المصاحبة لها هي اختلال النظرة التي يحملها الشخص لتفسير الأقدار من حوله وأكثر هذه النظرات التي تختل عند البلاء هي أنّ المصائب عقوبات للبعض وأن غيرهم تسير حياتهم جيدة وفق أعمالهم .وهذه النظرة ليست خاطئة كليًا، هي فقط ليست حتمية الحدوث لكل شخص في كل حالة، فالعالم يسير وفق نظام ربّاني له أحكام تتخطى الإدراك، لكن هذه النظرة هي الأوسع انتشارًا؛ لأنها تساعد الناس على العيش، وتمنحهم التفاؤل والأمل ويحبون تسميتها حسن الظن، وأحب أنا تسميتها: إخبار الله بما يجب أن يفعلهالدنيا ليست جنة، وليست دار جزاء، لكن الحياة أكثر تعقيدًا من أن تسيرها حتمية نظرة واحدة، والله عز وجل يقول ﴿الَّذي خَلَقَ المَوتَ وَالحَياةَ لِيَبلُوَكُم أَيُّكُم أَحسَنُ عَمَلًا وَهُوَ العَزيزُ الغَفورُ﴾
حسن ظنك بالله أن تثق أن كل ما يقع بك هو فرصة لك تستخرج منك أحسن ما فيك، حسن ظنك بالله هو أن تثق بأنه سيوفقك لما فيه صلاحك، وأن تعمل وفق هذا الظن، وليس حسن الظن بالله أن تظن أنك أعز على الله من أنبيائه وأوليائه الذين بلغ بهم البلاء ما بلغ فما زادهم إلا إيمانًا وتثبيتًا