✈️ كابتن "عزيزة محرم فهيم" أم الطيارين ..
تقول عزيزة محرم في مذكراتها : «كنت أكره الجمود ، و أحب الحركة لدرجة أنني كنت أريد الصعود حتى إلى المجهول ، و أنا طفلة كنت أصعد على أي شجرة أو على المواسير ، و عندما كبرت قليلا ً، لم يعد ارتفاع الشجرة يكفيني ، و كانت الفكرة المسيطرة على حواسي ، أن أصعد لطائرة و أقودها»
تعتبر كابتن عزيزة مخرم من أوائل المصريات اللاتي اقتحمن مجال الطيران المدني ، و كان والدها نقيب المحاميين الشرعيين الأسبق ، و قد واجهت صعوبة شديدة في البداية حيث عارضت والدتها خروجها للتعليم و لكنها صممت و تحدت الجميع حتى تخرجت في مدرسة الليسية عام 1943 لتواجه العقبة الثانية في حياتها و هي حلمها بدراسة الطيران و تحدت الجميع للمرة الثانية لتدرس بمعهد مصر للطيران عام 1945، و لم تنته الصعوبات و التحديات عند هذا الحد فبعد أن أتمت عدد ساعات الطيران المعتمدة ( 200 ساعة ) حان الوقت لتحقق حلمها في قيادة الطائرات إلا أنها فوجئت برفض مديرها بحجة أنه لا توجد سيدة في العالم تقود طائرة ، و بعد محاولات مضنية تمكنت من إقناعه لتفاجئ بعقبة اخرى ، فبمجرد أن صعدت كابتن عزيزة إلى الطائرة فوجئت بغضب شديد من الركاب حيث ثاروا و هاجوا و استنكروا أن تقودهم سيدة ، ففي هذا الوقت كان الخوف و القلق من ركوب الطائرات شديدين فما بالك و التي تقود الطائرة امرأة ، فاضطرت الى ممارسة الطيران داخل المعهد ، أو على طائرات خاصة ، أو بصفة غير مستمرة لنقل بعض رجال الأعمال لأماكن عملهم ..
نجحت كابتن عزيزة في أن تصبح معلمة طيران بالمعهد ، و أصبحت أول مديرة للمعهد عام 1958، بعد أن طارت 22 ألف ساعة ، منها رحلة فوق جامعة القاهرة لتلقي إعلانات تدعو الطالبات لتعلم الطيران ..
كرمتها رابطة الخطوط الجوية بعد أن خرجت 300 طيار مصري و عربي و إفريقي ، و منحها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر نيشان الجمهورية عام 1959، ثم منحها الرئيس الأسبق حسني مبارك وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى عام 1983 ، كما حصلت على لقب "كبير معلمي معهد الطيران"
توفيت كابتن عزيزة محرم في 20 أغسطس عام 1997 قبل أن تحقق حلمها بتكوين سرب نسائي من الطيارات ..