التاريخ يقول لنا إن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله استدعى العالم العربي الحسن ابن الهيثم من موطنه العراق، طالباً منه إيجاد حل لفيضانات نهر النيل المتكررة.
اقترح ابن الهيثم يومها أن يبني سداً على نهر النيل شمالي مدينة أسوان، وهو، تقريباً، نفس المكان الذي بني فيه السدّ في القرن الماضي، لكن لم تكن التقنيات المطلوبة لإنجاز هذا المشروع الضخم متاحة، وهو ما أدركه ابن الهيثم بعد حين، فخشى على حياته من غضب الخليفة، لأنه وعده بأمر لم يتمكن من إنجازه.
تقول الحكايات إن ابن الهيثم، ولاتقاء غضب الخليفة، تظاهر بالجنون، لكن ذلك لم يشفع له عند الخليفة، الذي ربما لم يأخذ هذا الادعاء مأخذ الجد، فصودرت ممتلكاته وكتبه، وأُجبر على الإقامة الجبرية في منزله حتّى اغتيل الحاكم بأمر الله عام 1021م.
ولد ابن الهيثم في مدينة البصرة بالعراق عام 965م، وتلقى في طفولته وصباه تعليماً جيداً، أتاحه له وضع والده الميسور، وواصل تعليمه في العاصمة بغداد، وفي فترة من حياته عين قاضياً على البصرة، لكنه زهد القضاء والمناصب وانصرف للعلوم، لينأى بنفسه عن الصراعات الدينية التي تفاقمت في تلك الفترة.
عاش الرجل فترة طويلة في القاهرة، بل يمكن القول إنه لم يغادرها منذ استدعاء الحاكم بأمر الله، وتوفي ودفن فيها، ولم تكن فكرة بناء السدّ هي الفكرة الوحيدة الرائدة التي تحسب للرجل، فله مؤلفات رائدة تناول فيها الأعمال الأولى لأرسطو وإقليدس وبطليموس وسواهم من فلاسفة الإغريق، ويُعدّ إنجازه الأكبر في مجال البصريات هو العلامة الأبرز على نبوغه في زمن مبكر
