شرود
شعر: د. سميرة طويل
كُسِرتْ مرآةُ أحلامي فلمْ
ألقَ -كيْ يجبرَ كسري- أحدا
كلُّ ما عدتُ بهِ مِنْ ألمي
أملٌ مِنْ نارِ قلبي بردا
وصواعٌ فارغٌ مِنْ موعدي
لَمْ يزلْ يرسمُ ذاكَ الموعدا
كُلّما فرشاةُ شوقي أكملتْ
مِنْهُ وجهًا ذهبَ الشوقُ سُدى
كُلَّ يومٍ والأماني لَمْ تزلْ
تَتَمنّى أنْ ترى الوصلَ غدا
لَمْ تزلْ أنشودتي مهمومةً
لَمْ يزلْ مستقبلي مُضْطَهَدا
لَمْ يزلْ ميلادُ روحي خائفًا
يَتَهاوى مِنْ مَدَىً نحوَ مَدى
يا لهذا الوقتِ! ما أصعبَهُ
يهلكُ الإنسانُ فيهِ كَبَدا
ها أنا كادحةُ القلبِ! فيا
كاشفَ الأحزانِ: هبْني رَشَدا
إنّ روحي قبلَ كفّي دَعوَةٌ
صَعَدَتْ، والقلبُ قبلي صَعَدا
كلُّ شمسٍ دونَهُ مُظْلِمَةٌ
ويَدٍ مِنْ دونِهِ ليستْ يَدا
إنّني يا ذا الجلالِ امرأةٌ
كلُّ شيءٍ لكَ فيها سَجدا
آمَنَتْ أنْ ليسَ إلّاكَ لها
والهُدى دونَكَ لا يبقى هُدى
والمُنَى إنْ لَمْ تكنْ محشودةً