لبنان ..بقلم الشاعرة ملاك ابرهيم مهنا
غارَةٌ نفْسيّةٌ
هَذهِ الحربُ تخلّفُ خسائرَ بشريّة ومادّية واجتماعيّة ونفسيّة… هذه الخسائرُ النّفسيّةُ تأتي على أوجهٍ مختلفةٍ كاختلافِ تأويلات أدبيّة صادرة عن غيْرِ قارئ واعٍ؛ أصواتُ الغاراتِ والقذائفِ…تتركُ صدى وقعها في الأعصابِ قبل المسامعِ فتُفتّتُها أشلاءً كأجسادِ المُجاهدين. أعصابيَ تلفَتْ لا خوفًا منَ الحربِ ولا خوفًا منَ الموت، إنّما عاقبة حالة نفسيّة ولّدتْها هذه الأصواتُ فباتَتْ ترجُّ اتّزاني مُشاطرةً ارتجاج منازلنا عند حدوث الغارات. ولِأضفْ إلى قائمةِ الخسائرِ النّفسيّة؛ حرمانيَ من لقاءِ مَنْ ألِفْتُ أُنسَهم ومُجالستهم فأضحى سقمُ روحيَ يُؤلمُني. أمّا ذراعيَّ فتتلاطمُ كُلّما شَرَعتْ رياحُ يديَّ تُزمجرُ معلنةً عن ثورتِها الّذي سبّبها هذا الحرمان… وقائمةُ الخسائرِ النّفسيّة تطولُ وتطول…
يا مَنْ تقول للشّيءِ كُن فيكون؛ فُكَّ ضيقَ وطني…