المدار نيوز :
نرى ويرى الجميع بأن أكثر مايحتاجه الشعب السوري الآن وبشكل فوري هو الغذاء والدواء والطاقة وغيرها أساسيات الحياة المعيشية، وواجب المجتمع الدولي اليوم أن يتوقف عن إلقاء المواعظ والتفكير من خلال المنطلق الجيوسياسي المعتاد، وأن يركز إهتمامه على إيجاد طريقة لإعفاء سوريا من متاهة العقوبات المفروضة على النظام السابق وعلى بعض الكيانات والأفراد الموجودين الآن في السلطة في أسرع وقت ممكن، لأن
حياة الشعب السوري كإنسان يجب أن تكون أولوية الأولويات بعد أن عانىّ لعقود طويلة من الموت والتشتت والدمار بعيداً عن الايديولوجية وحسابات المكسب والخسارة.
فهل يستجيب المجتمع الدولي، ولاسيما؛ الدول العربية والإسلامية لنداءات الأمم المتحدة بشأن سوريا؟، حيثُ: دعا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا "غير بيدرسون" إلى زيادة المساعدات لمساعدة الحكومة الإنتقالية على إدارة هذه اللحظة الإنتقالية الصعبة التي نراها بالمشجعة، ووصل المبعوث الخاص للأمين العام لأمم المتحدة إلى سوريا، بعد أسبوع من الإطاحة بنظام الأسد من قبل قوات تحرير الشام، ورداً على أسئلة الصحافة عند وصوله، أشار "بيدرسون" إلى التغيير "الهائل" منذ سقوط نظام الأسد، وأضاف؛ أن هذا التغيير في حد ذاته يخلق آمالاً كبيرة، لكننا نعلم جميعاً أن العديد من التحديات لا تزال تنتظرنا، لذلك على الجميع أن يحصل عليه بشكل صحيح منذ البداية.
وقد كانت قطر كعاداتها سباقة في دعم أشقاءها، ويسرت جسراً جوياً لمساعدة الشعب السوري، حيثُ أعلنت"قطر" منذ سقوط نظام الأسد، بتسيير جسر جوي يحمل مساعدات إنسانية إلى سوريا، ووصول أولىّ الطائرات إلى ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا على الحدود مع سوريا منذ عدة أيام ومستمرة حتى يومنا هذا، وأفاد بيان لوزارة الخارجية إبّان وصول أول طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية بأنه يأتي تنفيذاً لتوجيه أمير البلاد "تميم بن حمد آل ثاني" ضمن جسر جوي مستمر لإغاثة الأشقاء في سوريا، وأوضح"البيان" القطري أن الطائرة التي وصلت تحمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، وأنها مستمره للوقوف بجانب الشعب السوري الشقيق.
كما أعلنت؛ في وقت لاحق وزارة الخارجية القطرية عن إستئناف عمل سفارتها في سوريا إعتباراً من يوم غد الثلاثاء، وذلك بعد أن رفعت تركيا علمها فوق مقر سفارتها في دمشق يوم السبت الماضي، إيذاناً بعودتها لممارسة عملها في سوريا بعد 12 عاماً من إغلاقها، ووصل بعد ظهر اليوم "الأثنين" وفد قطري إلى العاصمة السورية دمشق لإكمال إجراءات إفتتاح السفارة القطرية بعد إنقطاع دام لمدة "13"عاماً على أن يفتتح غداً الثلاثاء بشكل رسمي، في إطار دفع جميع الدول بإتخاذ خطوة مماثلة لهذا.
ونشاهد تحالف وتضامن غير مسبوق من جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، ودولة قطر ودولة تركيا، لدعم الإستقرار الأمني والسياسي للشعب السوري الشقيق، وجاء هذا لقناعتهم بأن إستقرار سوريا يعُد إستقراراً للمنطقة العربية بأكملها، وأن آن الأوان لملئ الإنكماش الأيراني الذي كان يسيطر على"4" دول عربية من بينهم سوريا،
فهل تقبل"إيران" الوضع الجديد في دمشق؟، وخاصةً بعد تنسيق القاهرة والدوحة والرياض وأنقرة على أعلى المستويات بشأن دعم سوريا، والذي يعُد من أقوىّ التحالفات لضمان إنجاح المرحلة الإنتقالية ويبعث على التفاؤل بشأن إستقرار سوريا ونهوضها على جميع المستويات.
وفي هذا الصدد، شاهدنا بيانات وتصريحات متكررة من القاهرة، تؤكد: جميعها على أن إستهداف الإحتلال الإسرائيلي للبنية التحتية العسكرية في سوريا غير مقبول، ورفض مصر الكامل لإستغلال الإحتلال الإسرائيلي الإنشغال الداخلي في سوريا لإحتلال أراضيها، وكان أخرها أثناء
مشاركة وزير الخارجية المصري "بدر عبد العاطي" في إجتماع لجنة الإتصال الوزارية العربية حول سوريا، والذي عقد بمدينة العقبة بالأردن، وأكد؛ خلالها رفض مصر الكامل لتوغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وأدان بشدة إحتلال إسرائيل للأراضي السورية، وإنتهاك إتفاق فض الإشتباك بين سوريا وإسرائيل لعام ١٩٧٤، بما يمثل خرقاً صارخاً للقانون الدولي.
ومن جانبه، نفى متحدث الجيش الإسرائيلي"أفيخاي أدرعي"، التقارير المتداولة عن توغل الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية وإقترابه من العاصمة دمشق بنحو 25 كيلومتراً، مؤكداً؛ أن تواجد الجيش داخل المنطقة العازلة بين الجانبين بهدف حماية الحدود الإسرائيلية!، في حين أن القناة 12 الإسرائيلية قالت: إن جيش الإحتلال تمكن من تدمير 80% من القدرات الإستراتيجية في سوريا، في إطار عملية “سهم باشان” التي أطلقها على خلفية سقوط نظام الأسد، وفي وقت لاحق من هذا أعلن"نتنياهو" بأن هضبة الجولان السورية ستبقى إلى الأبد جزء لا تيجزأ من إسرائيل ويبدوا أنه يحاول أن يلهي الإسرائيليين في أحلامه الواهية بعد إذلالة بشهادتة في المحكمة.
وعلى صعيد أخر متصل، تعلن السويد دعمها الكامل للشعب السوري وتؤكد؛ بأن الشعوب السوري هو المعني الوحيد في تقرير مصيره، بعيداً عن أي تدخلات خارجية، وقالت ؛ وزيرة الخارجية السويدية"ماريا مالمر ستينرجارد" يجب على الجميع الآن دعم السوريين في مسعاهم من أجل الديمقراطية وتحقيق الإستقرار في البلاد، وسعي السريع لإعادة إعمار سوريا لعودة المجهرين في جميع دول العالم بشكل آمن وفعال.
وفي سياق متصل فقد أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأنها على إتصال مباشر بهيئة تحرير الشام!؟، حول خريطة المستقبل فى سوريا برغم العقوبات الأمريكية
السياسية!، فهل هى المرونة وفن الممكن لتحقيق المصالح الأمريكية وحمايتها؟، فإذا كان هذا أو ذاك فالأولىّ الآن بالإتصال المباشر مع الحكومة الإنتقالية هي الدول العربية وليست أمريكا، فضلاًعن؛ أنه آن الأوان الآن لملئ الإنكماش الأيراني الذي سيطر على "4" دول في المنطقة أبرزهم سوريا، فالدول العربية أمام فرصة عظيمة وغير مسبوقة ويتوجب عليهم الآن بإغتنامها أم ستظل تراقب عن بُعد ثم تشكو من النتائج؟.
وأُشير؛ في مقالي إلى مخاطبة شيخ الأزهر الدكتور "أحمد الطيب" للسوريين بأن لا تغفلوا لحظة عن سوريا وعن الوضع الحرج الذي يمر بها وبالمنطقة، وإعلموا أن سوريا ذات تاريخ عريق وحضارة راسخة، فحافظوا على تاريخكم وحضارتكم، وأضاف "الطيب" أنه يتابع التطورات التي تشهدها سوريا الشقيقة، ويتطلع إلى وعي الشعب السوري وأهمية تمسُّكه بوحدة بلاده ومقدّراتها، والحفاظ على أرضها وحدودها، وأنه يتطلع إلى أن يضع السوريون نصب أعينهم هدفاً واحداً لا ثاني له هو وحدة الكلمة، وأن يحافظوا على ترابطهم.
وختاماً: فإن الإنتهازية هي السياسة الخبيثة والممارسة الغير أخلاقية للإستفادة الأنانية من الظروف، مع الإهتمام الضئيل بالمبادئ القانونية الإنسانية أو العواقب التي ستعود على الآخرين وعلى المنطقة المحيطة بهم، وإستمرار العربده الإسرائيلية على مرأ ومسمع من العالم يجب أن تتصدى لها دول المنطقة الآن، محذراً السعب السوري من مخططات شديدة المكر تراد إغراق سوريا في مستنقع الصراعات والحروب الأهلية، والجميع يتابع عن كثب، ونأمل أن نرىّ نهاية سريعة للعقوبات على سوريا، حتى نتمكن جميعاً من رؤية التجمع حول إعادة إعمار سوريا،